سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَمَتَى كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَمَتَى كَانَتْ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ يَكُونُ مُظْلِمً
ليس مقصودا ً هنا العين المجرده ، وإنما الضمير تجاه الله ، فإن كان الضمير مظلم وغير مستنير كما هو الحال مع الفريسيين الذين بإرادتهم يبتعدون عن الله ويرفضون مشورته فهم بذالك بعيدين عن الله
وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ
خطوا ضمائرهم حتي لا يستمعوا إلي صوت الحق الذي يدين أفعالهم الآثمة ، فَيَقُولُونَ ِللهِ: ابْعُدْ عَنَّا، وَبِمَعْرِفَةِ طُرُقِكَ لاَ نُسَرُّ وهكذا يقول الرب يسوع
إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً
وكما يقول الكتاب في سفر إشعياء النبي
وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟»
ولكن هناك إستخدام آخر للعين الشريرة حيث يتكلم الرب في مثل آخرعن العين فيقول للذين يستأجرهم وفي الأخير يحاسبهم ليس حسب حساباتنا الأرضية التي هي مبنية علي أسس بشرية وتفتقر إلي العدل والحق، لكن الرب يهبنا علي حساب النعمة كل شئ للتمتع
أَوَ مَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَفْعَلَ مَا أُرِيدُ بِمَا لِي؟ أَمْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةٌ لأَنِّي أَنَا صَالِحٌ؟
فبحسب الفكر الأنساني المبني علي الأنانية ، فأنا لا أنظر إلي إحتياجات الأخرين وإنما أنظر إلي من إشتغل أكثر من الآخر
وفي الأخير الرب يعطي بالنعمة وليس بالأعمال ، بيقول الرب
كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا، مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَقُولُوا: إِنَّنَا عَبِيدٌ بَطَّالُونَ، لأَنَّنَا إِنَّمَا عَمِلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا
يقول الكتاب
نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا، وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ
وقال أيضا
وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ
كما قال موسي أيضا
أَرِنِي مَجْدَكَ
وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»
لماذا لا يعيش هل لا يعيش جسديا ً أم روحيا ً لعدم إستحقاقه ؟؟؟؟
ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ
كما يقول المرنم يطيب ُساعات أخلو بيها مع الحبيب يجري حديثي معه سرا ً ولارقيب
القديسين الآوائل تمتعوا بحضرة الرب ففرحوا بالعلاقة مع الرب وإستمتعوا بهذه العلاقة